تَوبة بن الحُمَيِّر الخَفاجي


- تَوبة بن الحُمَيِّر الخَفاجي ( توبة بن الحمير بن حزم بن كعب بن خفاجة بن عمرو بن عقيل ) ، شاعر مجيد من شعراء العصر الأموي، وأحد عشاق العرب المشهورين، كان يعشق ليلى الأخيلية ( ليلى بنت عبدالله بن الرحال بن شداد بن كعب بن معاوية بن عبادة بن عقيل ) ، ويقول فيها الشعر.

- خطبها إلى أبيها فأبى أن يزوّجه إيّاها وزوّجها غيره، وظل يزورها ويقول الشعر مشبباً بها، واشتهر أمره، وتناقلت الرواة والسُمّار أخباره، فعاتبه أخوها وقومها فلم يستجب لهم، وشكوه إلى قومه فلم يقلع، فتظلموا إلى الحاكم، فأهدر دمه إن أتاهم، وعلمت ليلى بذلك، وكان زوجها غيوراً، فحلف لئن أنذرته إن جاء ليقتلنّها، وكانت ليلى تعرف الوجه الذي يجيء منه تَوبة، فوقفت فيه سافرة وكانت تضع البرقع على رأسها إن أتاها، فلما رآها توبة أنكر حالها، وعرف أنّ في الأمر ما يريب، فركب راحلته ومضى ناجياً ... وأنشد في ذلك قصيدة طويلة يذكر فيها هذه الحادثة منها:

وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت
فقد رابني منها الغداة سفورُها
عليّ دماءُ البُدْن إن كان بعلُها 
يرى لي ذنباً غير أني أزورُها 
وأني إذا ما زرتها قلت: يا اسْلمي 
وما كان في قولي اسلمي ما يضيرها 
- كان توبة يغير زمن معاوية على قضاعة وخثعم ومَهْرة وبني الحارث بن كعب، وكان من أهدى الناس بالطرق، كان إذا أراد الغارة عليهم حمل معه الماء في «الرَّوايا» فيدفن منه مزادة على مسيرة يوم منها ثم يغير على القوم فيستاق ما قدر عليه من إبلهم ويدخل المفازة في النهار مع شدة الحرّ، فيطلبه القوم ولكنهم يعجزون عن اللحاق به فينصرفون عنه.

- قُتل توبة في زمن إمارة مروان بن الحكم على المدينة في عهد معاوية، وكان مقتله سبباً في تفجّر لوعة ليلى فرثته بأجمل المراثي، وكان إذا سألها أحد عنه أفاضت في وصف مناقبه، وما كان يتحلى به من سمات في الكرم والشجاعة والحلم والعفة والجمال ...

- وسألها معاوية عنه فوصفته بقولها: كان يا أمير المؤمنين سبط البنان، حديد اللسان، شجاً للأقران، كريم المخبر، عفيف المئزر، جميل المنظر.

- ويروى أن الحجاج قال لليلى: «إن شبابك قد ذهب، واضمحلّ أمرك وأمر توبة، فأقسم عليك إلا صدقتني، هل كان بينكما ريبة قط أو خاطبك في ذلك قط؟؟ .. فقالت: لا والله أيها الأمير إلا أنه قال لي ليلةً، وقد خلونا كلمةً ظننت أنه قد خضع فيها لبعض الأمر فقلت له:

وذي حاجة قلنا له لا تبحْ بها 
فليس إليها ما حييتَ سبيلُ 
لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه 
وأنت لأخرى فارغ وحليلُ 
فلا والله ما سمعت منه ريبةً بعدها حتى فرّق بيننا الموت.
قال لها الحجاج: فما كان منه بعد ذلك؟ قالت: وجّه صاحباً له إلى حاضرنا فقال: إذا أتيتَ الحاضر من بني عبادة بن عُقيل فاعْلُ شرفاً ثم أهتف بهذا البيت:

عفا الله عنها هل أبيتنّ ليلةً 
من الدهر لا يَسري إليّ خيالها 
فلما فعل الرجل ذلك عرفت المعنى فقلت له:
وعنه عفا ربّي وأحسن حفظه 
عزيزٌ علينا حاجةٌ لا ينالها 
- لم تجمع أشعار توبة في ديوان مطبوع، بل وجدت متفرقة في كتب الأدب.
وقد اتسمت أشعاره الغزلية بالرقة والصدق وتدفق العاطفة والعفّة، واتصفت بالقوة والجزالة والمتانة حين يصف أفعاله والأهوال التي يصادفها والمفازات التي يقطعها والمعارك التي يخوضها.
تنويه : الصور والفيديوهات في هذا الموضوع على هذا الموقع مستمده أحيانا من مجموعة متنوعة من المصادر الإعلامية الأخرى. حقوق الطبع محفوظة بالكامل من قبل المصدر. إذا كان هناك مشكلة في هذا الصدد، يمكنك الاتصال بنا من هنا.

عن الكاتب

محمد سليم خفاجي .. معلم رياضيات بمدرسة حسين خفاجي .. مقيم بقرية القارة - مركز ابوتشت - قنا

0 التعليقات لموضوع "تَوبة بن الحُمَيِّر الخَفاجي"


الابتسامات الابتسامات